قرارات الانضباط الرياضي- بين الصخب والهدوء، أين العدالة؟

المؤلف: أحمد الشمراني10.17.2025
قرارات الانضباط الرياضي- بين الصخب والهدوء، أين العدالة؟

• في خضم هذه المرحلة الصاخبة، حيث يلوح في الأفق شبح التصنيفات القسرية، اخترتُ الهدوء دربًا، حتى وإن أقصتني عن دائرة التقييم الظالمة. ففي زمن يعلو فيه الضجيج وتضطرب فيه الآراء، أجد في السكينة ملجأً وفي التأمل منجاة.

• بهدوءٍ ورويّة، وعقلانيةٍ متزنة، أتساءل: هل تعدّت قرارات لجنة الانضباط الأخيرة حدود الأنظمة والقوانين الرياضية المتعارف عليها؟ هل انحرفت عن مسار العدالة والنزاهة؟

• أندية الاتحاد والنصر والشباب، عوقبت جميعها بخوض مباريات دون حضور جماهيري، وقد جاء القرار مدعومًا بأسباب موجبة ومنطقية، فأين يكمن الظلم والإجحاف في ذلك؟ أين هو التعسف الذي يزعمونه؟

• شنّ حامد البلوي هجومًا شرسًا وعنيفًا على الاتحاد السعودي لكرة القدم، فهل كان من المنطقي أو المتوقع أن تمنحه لجنة الانضباط وسام شكر وتقدير على هذا الهجوم؟ ألم يكن من واجبها تطبيق اللوائح والقوانين بحقه؟

• جاء رد الاتحاد على القرار ببيان رسمي أثار المزيد من الجدل واللغط، بل زاد الطين بلة، وذلك بمطالبته الصريحة بحل لجنة الانضباط وعقد جمعية عمومية غير عادية، وبهذا البيان الغريب، نصّبت إدارة الاتحاد نفسها مرجعية عليا للاتحاد السعودي لكرة القدم، في سابقة خطيرة تنم عن تجاوزات غير مقبولة!

• سيكون الاتحاد السعودي لكرة القدم في غاية التساهل والمرونة إذا ما تجاهل هذا البيان وتغاضى عنه دون فرض عقوبات رادعة. فمثل هذا التجاوز لا يمكن السكوت عنه بأي حال من الأحوال.

• هذا من جانب، ومن جانب آخر، نجد بعض الزملاء الإعلاميين المخضرمين، الذين قضوا زهرة شبابهم في خدمة الإعلام الرياضي، يطالبون بأصوات عالية بضرورة تدخل سمو وزير الرياضة الموقر في قرارات لجنة الانضباط، وذلك من أجل إنصاف حامد البلوي! وهنا أطرح السؤال الملح: ما علاقة وزير الرياضة بعمل لجنة الانضباط؟ وما هو مسوّغ هذا التدخل غير المبرر؟

• يتوجب عليكم – يا زملائي الأعزاء – أن تدرسوا القضية بعمق وتفهموا أبعادها قبل الخوض فيها والحديث عنها، وذلك لكي تتجنبوا الوقوع في فخ الجهل الذي اشتكت منه حتى الكراسي التي جلستم عليها وأطللتم علينا منها. فالعلم نور والجهل ظلام.

• وزير الرياضة أسمى وأجلّ من أن يوضع طرفًا في قضايا لا تمت لمهامه ومسؤولياته بصلة، وأكبر من أن يسمح لنفسه بالانجرار إلى مثل هذه المسائل المتعلقة بلجان قضائية مستقلة.

• بالهدوء والسكينة ذاتهما أسألكم: هل سمعتم يومًا أن رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) تدخل في قرارات محكمة الكاس الرياضية، أو في أي قرار انضباطي آخر؟ أو قام بإيقاف حكم صدر بسبب أخطاء مؤثرة حدثت في مباراة حاسمة، سواء كانت نهائي كأس العالم أو نهائي بطولة قارية كبرى؟

• بالطبع لم يحدث هذا قط، ولن يحدث أبدًا، فالرجاء منكم يا أحبتي الكرام، عدم إقحام الوزير في قضايا لا ناقة له فيها ولا جمل. فلكل مقام مقال.

• أخيرًا أقول: الكلمات المسيئة يمكننا أن نعبر عنها بأسلوب مهذب، والكلام الطيب يمكن أن نحوله إلى كلام جارح بأسلوب فظ. لذلك، قبل أن نفكر فيما سنقوله، يجب أن نفكر مليًا في الطريقة التي سنقول بها هذا الكلام. فالكلمة الطيبة صدقة، والكلمة الخبيثة فتنة.

سياسة الخصوصية

© 2025 جميع الحقوق محفوظة